آااهٌ آااهٌ يا زهراء

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
آااه فطرت قلبي ألماً ، آااه أبكت عيني مطراً ، آااه أحزنت نفسي حسرةً ، آااه كدرت عيشي سَأَماً ، آااه أقلقت مضجعي وأبعدت النوم عن عيني وجعلتني هائماً فيما جرى على بضعة المصطفى وسليلة الهدى والكوثر الذي وهبه الله لخير رسله وخاتم أنبيائه

نعم كلما حاولت أن أنسى تلك المصيبة الراتبة التي حلت بسيدة نساء أهل الجنة أراني قد غرقت في محيط من الأفكار المتلاطمة تموج بي يميناً وشمالاً ترطمني بشدة لتعيد إلي آلامي
فالمصيبة عظمى هزت عرش الرحمن غضباً وأبكت السماء دماً وتزلزلت الأرض غيظاً
إنها الزهراء التي تزهر لأهل السماء بجمال روحها وزينة عبادتها وطهارة نفسها
كيف يتجرأ عليها من تجرأ ليُحرق عليها دارها ويلطمها ويعصرها ويُنبت المسمار في صدرها ليسقط على إثر ذلك جنينها
أَجهِل مكانتها عند الله ؟ أم لم يسمع قول أبيها فيها فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها (صحيح مسلم 4/1903) ألم يشاهد بأم عينيه الكرامات التي ظهرت على يديها ؟
أم هي الدنيا جعلته يصاب بالصمم ؟ وبريقها الزائف جعله مغشي البصر ؟
يا ألـــــــــــــــــلــــــــــــــــه
ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله وعلى من جعله الله هادياً له إلى حيث النجاة
المرء يحفظ في ولده فهل حفظ القوم حرمة رسول الله وصانوا خدر الزهراء
أمرٌ حير عقلي وأرهق نفسي وأحرق قلبي
كيف بمن يدعي الصحبة لرسول الله أن يتسبب في رحيل بضعته الوحيدة الذي طالما وقف على بابها مستئذناً مخاطباً لها بآية التطهير في رحيلها عن هذه الدنيا وهي غضبى ؟
نعم لقد حدث ذلك فعلاً
حُباً في الدنيا وطمعاً في ملذاتها
لتكون فاتحة المصائب على عترة المصطفى وفاتحة البلاء لهذه الأمة
نعم إن ما حدث للزهراء من مصائب وبلاءات ، ها هي الأمة تتجرع ويلاتها إلى يوم الناس هذا ليبقى وزرها جاثماَ على صدور المبغضين لها والمتسببين في استشهادها ليحترقوا بنار الحقد التي أضرموها في باب دارها
فتعساً لهم وتباً لأيديهم التي أشعلت النار وأحرقت الباب وارتفعت لِلطم الزهراء على عينيها وتسببت فن إسقاط جنينيها وأودت بحياتها وأعطت الذرائع للطغاة على مر الزمان بأن يعثوا الفساد في الأرض ويحرقوا الحرث والنسل ويستعبدوا عباد الله ويستحلوا دماء الأبرياء
آااه أختم بها كما بدأت فهي سبيلي إلى إظهار الأسى وإبداء الحزن ورفض الجور الذي جرى لحبيبة المصطفى الزهراء عليها وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلوات الله وسلامه

وأعظم للمؤمنين كافة الأجر وأدعو لهم بالثبات على الإيمان ليهنأوا غدا بأن يكونوا ممن تلتقطهم الزهراء لتدخل بهم إلى الجنان