أحوال الناس آخر الزمان حديث النبي (ص) مع سلمان المحمدي (رض)

اللهم صلي على محمد وآل محمد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جاء عن عبد الله بن عباس قال :
حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال :
ألا أخبركم بأشراط الساعة ؟
- وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رضي الله عنه - فقال :
بلى يا رسول الله فقال :
إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة ، واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء وتعظيم المال وبيع الدين بالدنيا ، فعندها يذاب قلب المؤمن وجوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره .
( أي يتألم المؤمن مما يحصل حوله ويعجز أن يغير هؤلاء القوم لشدة أنحرافهم عن الدين )

قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان إن عندها امراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وأمناء خونة .
فقال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان إن عندها يكون المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ، وائتمن الخائن ويخون الأمين ، ويصدق الكاذب ، ويكذب الصادق .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان فعندها إمارة النساء ( سؤال :هل تولي المرأة مناصب في مجالس الحكم كوزيرة وغيرها في الدولة الحديثة إمارة لهن ؟ )، ومشاورة الإماء ، وقعود الصبيان على المنابر ( حقيقة مرة للأسف)، ويكون الكذب طرفا ، والزكاة مغرما ، والفيئ مغنما ، ويجفو الرجل والديه ، و يبر صديقه ، ويطلع الكوكب المذنب .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده , يا سلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ( بل أصبحت هي التاجر والأسواق تشهد بذلك)، ويكون المطر قيظا ، و يغيظ الكرام غيظا ، ويحتقر الرجل المعسر ( هل سمعتم برئيس عشيرة أو حزب أو دولة فقير؟! )، فعندها يقارب الأسواق إذا قال هذا : لم أبع شيئا , وقال هذا : لم أربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله ( سؤال هل هناك من يحمد الله من التجار) .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم ( شعارهم لا تفكروا نحن نفكر عنكم ونتكلم )، وإن سكتوا استباحوهم ليستأثروا بفيئهم ( ثروات البلاد من النفط والزراعة وغيرها التي هي ملك لشعوبها !!!!) وليطئون حرمتهم ، وليسفكن دماءهم ، ولتملأن قلوبهم رعبا ، فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين .
( وكم قتلوا ويقتلون يا رسول الله بمختلف الأساليب الحربية والسياسية والاقتصادية والنفسية حتى وصل بهم الدهاء أن يدفعوا الناس لقتل بعضهم البعض )

قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال إي والذي نفسي بيده , يا سلمان : إن عندها يؤتى بشئ من المشرق وشئ من المغرب يلون أمتي (أي تختلف أخلاقهم ، فلا ترى فيهم الخلق الإسلاميةفيحكمون الناس بإخلاق أجنبية عن الإسلام )فالويل لضعفاء أمتي منهم ، والويل لهم من الله ، لا يرحمون صغيرا ، ولا يوقرون كبيرا ولا يتجاوزون عن مسئ ، أخبارهم خناء ، جثتهم جثة الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان ، وعندها تكتفي الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ( لا تعليق ) ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها ، ويشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، ويركبن ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة الله .
( لدي هنا عدة تساؤلات هل المقصود بالتشبه هو بالخلقة أي بالشكل فقط أم يشمل الأفعال والأقوال والظاهر أنه يشملهم معا.
هل عمل المرأة كقاضي أو كمحامي التي هي مهام الرجل من تشبه النساء بالرجال ؟
وهل عملها ببعض الوظائف التي تتطلب منها احتكاك بالرجال الأجانب هو تشبه بالرجال كمهندسة معمارية مثلا أو حتى موظفة في شركة وتتعامل مع الرجال , هذا فضلا عن عملها في السياسة وفي الأحزاب وفي الأعلام هذا باستثناء الأعمال الضرورية للمرأة كطبيبة نسائية أو معلمة للنساء أو مبلغة للشريعة لخصوص النساء التي يشجع عليها الشارع المقدس
يبدوا أن التشبه لا يقف عند حد الخلقة والشكل واللباس ثم إن ركوبهن السروج والمعروف أن السرج كان مركوب الرجل والمركوب يتمثل الآن في عصرنا الحديث بالسيارة والطيارة والدراجة وغيرها يعني هل إن قيادة المرأة للسيارة وغيرها يكون تشبه بالرجال طبعا أكيد لو كانت السيارة موجودة لذكرها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ولكن كان مركوب الرجال في وقته هو الفرس وهو ما كان يتقبله الناس آنذاك )
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
فقال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع( معابد النصارى ) والكنائس ( معابد اليهود والنصارى مفردها كنيسة )، و يحلى المصاحف ، وتطول المنارات ، وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة .
( أتساءل هل تعمر المساجد ببنائها أم بأهلها ومساجدنا يصرف عليها الملايين وهي مهجورة وما أطول منارتها حتى إنه يتباهى بطولها )
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده , وعندها تحلى ذكور أمتي بالذهب ، ويلبسون الحرير والديباج ، ويتخذون جلود النمور صفافا .
( وما أكثر من ذكرت يا رسول الله )
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان وعندها يظهر الربا ، ويتعاملون بالغيبة والرشاء ويوضع الدين ، و ترفع الدنيا .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
فقال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان وعندها يكثر الطلاق ، فلا يقام لله حد ، ولن يضر الله شيئا .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان وعندها تظهر القينات والمعازف ، ويليهم أشرار أمتي .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان وعندها تحج أغنياء أمتي للنزهة ، وتحج أوساطها للتجارة ، وتحج فقراؤهم للرياء والسمعة ، فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله ، ويتخذونه مزامير ، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله ، ويكثر أولاد الزنا ، ويتغنون بالقرآن ، ويتهافتون بالدنيا .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان ذاك إذا انتهكت المحارم ، واكتسبت المآثم ، وسلط الأشرار على الأخيار ، ويفشو الكذب ، وتظهر اللجاجة ، ويفشو الحاجة ويتباهون في اللباس ويمطرون في غير أوان المطر ، ويستحسنون الكوبة والمعازف ، وينكرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم ، فأولئك يدعون في ملكوت السماوات : الأرجاس والأنجاس .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
فقال صلى الله عليه وآله : إي والذي نفسي بيده , يا سلمان فعندها لا يخشى الغني إلا الفقر حتى أن السائل ليسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في يده شيئا .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال صلى الله عليه وآله ، إي والذي نفسي بيده , يا سلمان عندها يتكلم الرويبضة .
فقال : وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي وأمي ؟
قال صلى الله عليه وآله : يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم ، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الأرض خورة ، فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثم ينكتون في مكثهم فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها - قال : ذهب وفضة - ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال : مثل هذا ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة ، فهذا معنى قوله : " فقد جاء أشراطها .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 6 - ص 306 - 309

رحم الله سلمان المحمدي كان يستغرب من حالنا اليوم وهو يسمع ذلك من رسول الرحمة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .